مفترق طرق
أحلامنا كثيرة و جميلة ,ولكن عندما تكون انسان عادي لا مبالى
في فترة من فترات حياتك , ترى الناس تتقدم امامك و انت لا تزال في المؤخرة و لا
تملك إي نية للتقدم او محاولة ان تتقدم و لو لخطوة , و لا تملك أي شعور بالغيرة
تجاه ذالك التقدم الذي يحققه غيرك و الجوائز التي يحصدونها نتيجة لتميزهم و نجاحهم
, فأنت اصلا لا ترى انك ربما تكون مثلهم او افضل منهم , و تقول لنفسك "
القناعة كنز لا يفنى " , هذه ليست قناعة
و انما عدم ثقة في قدراتك الحقيقة و تحطيم لقوى ذاتك , تعيش حياتك بنمط
ارتجالى , دون وعى او ادنى تحمل للمسؤولية ,هذه الروح الجبارة التي و ضعها الله
فيك لتعمل على تقويتها و لتكون من عمار الارض .
و انت تسير على هذا الخط , ليس لديك لا احلام ولا طموحات لا تخطط
للمستقبل و تفكير حتى في الحظة التي تعيشها , تحدث لك نقطة تحول تُغير فيها مجرى حياتك , قد
تكون صدمة او نصيحة او تجربة حقيقة تراها امام ناظريك المهم من ذالك كله انتَ الآن
انسان مختلف عن ذي قبل , انسان يحلم , يتمنى ان يكون كذا او كذا , انسان بناء
طموحات كبيرة , ليس فقط تغير من خلال رؤيته بل ايضا هو يخطط و يقوم بتنفيذ ما خطط
له وهذا هو الاهم و ها انت تتسلق سلم النجاح و تتقدم على اولئك الذين كنت خلفهم ,
لكن مازلت لا تعرف قدراتك الحقيقة و في بعض الاحيان لا تشارك الذين تفوقوا عليك في
السابق بل تحتاج مجالات مختلفة لتكون الاول سوى اقل او اعلى المهم ان تكون الاول
فحسب .
و امام مفترق طرق و على سبيل المثال عندما يتخرج الطالب من
الثانوية العامة بمعدل عالَ و هو الاول على دفعته هذا يشعره بثقة كبيرة في نفسه
وهو شعور رائع بالطبع و لكن يمر في مرحلة صعبة بعض الشيء بالذات عندما تكون
الاضواء قد سلطة عليه من اهله و اصحابه و غيرهم!
انتَ الآن متفوق ألم تختار تخصص جامعي تثقيل الاسم! و يكفل لك
مكانة و سمعة تحافظ بها على التفوقك في الثانوية و إلا سوف تصبح صحوتك السابقة لا
فائدة منها فالأهم انك تتميز عن اقرانك و ان ترضى غرور نفسك و ترضى اهلك , تختار
تخصص مهم ... لا تعرف عنه شيء اطلاقا فأنت و اقرانك الذين تفوقت عليهم في نفس الدرجة من المعرفة
بهذا التخصص.
وبعد مضى وقت لا بأس به , عرفت انك وضعت نفسك في المكان الخطاء وشعرت
حينها انك مثقل و كل من حولك وضعوا عليك عبء كبير لا تستطيع تحمله , و بداخلك صراع
بين ان اكون متميز او لا اكون , رغم قدرتك على اجتياز الصعوبات و لكن حينها لم
تستطع ان تقنع نفسيك بذالك , و رغم تفوقك
فأنتَ الآن انسان عادى و اقل من عادى و انك مساوي تماما لى أقرانك.
تبلغ ذروة الانفجار و
كل شيء يتحطم بداخلك و تتمنى انك ما زلت في المؤخرة حتى لا تبالى ان تميزت او لا .
تعيش لحظات سوداوية , باهتة , كل شيء فيها متجمد لا طعم و لا
لون ولا رائحة ترى نفسك لا شيء , تزدرى كل شيء تقوم به , الخوف و الغرور دمر كيانك
و قوتك و تفاؤلك و تعيش صراع لا يحس به إلا انتَ.
و بعد مرور وقت على عاصفة إحباطات مروعة خلفت ورائها الكثير من
الخسائر ,تنهض بعد هذه العاصفة و تنظر إلى
السماء و تقول لنفسك (أنا ما زلت اتنفس أنا ما زلت على قيد الحياة انا لم يصبنى
مرض خطير انا لم اخسر اهلى و لا اصدقائي انا استطيع ان اعتمد على نفسي ) و مهما
كانت خسارتك ستقول احد هذه العبارات ماعدا الشيء الذي خسرته.
تبحث عن أي شيء يعيد لك الامل و القوة من جديد , هنا صحوتك
مختلفة عن السابق انت الآن لا تريد تكرر نفس الخطأ تريد ان تعرف قدراتك الحقيقة
تريد ان تبدع و ان و تتواضع لنفسك و تقدر
ذاتك و تبنى احلام كبيرة لك انت ليس لآن أبويك او اخوتك او اصدقائك او اين كان
ذالك الشخص سيمجدك و يثنى عليك .
تقرأ و تشاهد و تتأمل حياتك التي مضت و تكتشف الأسباب الحقيقة
وراء ما حدث لك , هل فكرت في رضا ربك عنك , هل فكرت في كيف كنت تصلى , اليقظة ليست فقط في التخطيط
للمستقبل و الدراسة و انما تتعدي ذالك و تسمو إلى ارق الاحلام و اعظمها ألا و هي
الجنة و كل شيء يأتي بعدها.
....................
ماذا تفعل عندما تكبو في مستنقع الاحباطات:
جميعا مررنا بتجارب باءت بالفشل و احبطنا , و شعرنا بأن الموت
هو الحل الافضل لذالك الحال الذي نعيشه حينها , لكن هناك بصيص من النور يأتي
داخلنا ليوقظنا من سبات اليأس , اتدري من اين ياتي هذا النور انه الكرم الإلهى ,
ربك الذي يحبك ربك الذي تفر منه إليه . انت لم تنجح في الصبر على الابتلاء و لا
حتى الرضا بما قسمه الله لك و رغم هذا , يعطيك الله قوة لتنهض من جديد قال تعالى [و هو الغفور الودود] "البروج الآية 15.
1-
أقترب من الله , تعرف
عليه حتى تحبه , تعرف على اسمائه و صفاته , اقرأ كتابه بتدبر , شاهد برامج تقربك
إلى الله بحب لست تلك التي تنفر و تظهر ان الله هو المعذب لعباده فقط حشى و الله هو المحب سبحانه . ولكى تستفيد اكثر
سوف ادلك على برنامج رائع جدا للداعية الكويتي\ مشارى الخراز جعله الله مع اهل الجنة
.
من هنا
2-
أعرف رسولك و تعلم كيف تواجه الصعاب كما واجهاها خير البشر
محمد صلّ الله عليه و سلم .
http://www.3asfh.net/vb/t140381.html
3-
تعرف على قدراتك , يكيف
يمكن لك ان تتغلب على ضعفك و تنهض من جديد
, من خلال قرأتك لهذا الكتاب الذي استفدت منه شخصا و هو كتاب "فجر طاقة
الكامنة في الاوقات الصعبة" لـ ديفيد
فيسكوت.
اللهم صلّ وسلم على خير
البشر محمد بن عبدالله صلّ الله عليه .