السبت، 9 نوفمبر 2013

هل أنتَ سيد أم شريف؟





بعد ألف و أربع مئة سنة من البعثة النبوية , بعد أَن حَضيِنا بالعدل و المساواة و الرفعّة , بعد إن أُخرجنا من الظُلمات إلى النور , كَسبنَا الحرية .
تطوُرنا , تعلمنّا و أُنيرت عقولنا بنور الإسلام , يفترض أن نكون اليوم أنضج و أكثر انفتاح و حداثة بمعناها الإيجابي , نحن اليوم يجب أن نكون متجردين تماماً من أي نزعة جاهلية , لا نريد أن نعود إلى الوراء ليس هناك بعثة ثانية لتصحح اضمحلل  أفكارُنا , رسالتنا الخاتمة تكفينا لنكون كما كنا قبل اربع مئة سنة.
أيعقل أن يكون بيننا أُناس من أمة محمد (صلّ الله عليه وسلم)  الذي جاء لينبذ العنصرية و العرقية و أفضلية اللون على لون آخر ؟  و بالفعل نبذا كل هذه الفروق الواهية و تقدم بلال الحبشي على سادة قريش الكفرة لينال الجنة رضي (الله) عنه.
نعم , مازال هناك أشخاص  مسلمون   تتشبث بأفكاره التي نُبذت منذ 1435 عام ,التقوى لا تُمثل لهم مقياس حقيقي لرفعّة أي شخص على آخر مادام هناك فوارق آخرى غيرها.!!
للأسف في مجتمعـ[ي]ـنا لازال هناك الكثير من الرجال (آب أو أخ أو رئيس قبيلة أو أين كان)  يرفض تزويج ابنته برجل ليس من نسبه أو عرقه  أو الخرافة التي يصدقونها أنهم اسياد و أشراف و يدعون الرجل الذي لا ينتمى لخرافتهم  بالـ(ـعربي)!
تبلغ الفتاة الخامسة عشر قد تُدرك أو لا أنها من قوم قريش (شريفة أو سيدة) و أن لا مجال لرجل أن يتزوجها مادام ليس قرشياً , حتى و لو انقرضوا رجال قبيلتها , لا مجال للأمل بأن تحضا بذا استقامة دون النظر في مسيادته أو مشرافته !
فتيات يمتلكن جمالاً و دينناً و أخلاقاً و علمناً و ربما مكانة اجتماعية مرموقة و أي رجل يرغب بأن تكون أحداهن شريكة لحياته لما يحظين به من مميزات ,  قدّ تبلُغ من العُمر عتياً و هي تنتظر هذا "القرشي" ليتقدم لخطبتها و الأَّمر من ذلك آنها ترى رجال قومها القليلون _سبحان الله_ يتزوجون بنساء غير "قُرشِيات" !
أباء متعلمون أو أطباء أو مهندسون , شهاداتهم غَطتّ جدران بيوتهم , ومنهم من رزقه الله فضل  الأذان للصلاة و الإمامة و أنا متأكدة أنه قد مر عليه حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره
) . ):
في أسوى الحالات قد تتزوج تلك الفتاة بعد ان تَعلمت و عملت و بلغت الأربعين و قدّ تنجب طفل واحد قد لا تنجب إطلاقا و السبب أن ابوها المتعلم  المتدين الكبير كان يرفض من يتقدم لطلب يدها وهي في مقتبل عمرها بحجة أنه غير (شريف ولا سيد).!
سحقاً للجهل , شكراً أيه الأب و الأخ الدكتور أو المعلم , فلتذهب شهاداتك  العلمية و مَراتِبُك الى الجحيم , فأنتَ لازلت جاهلا رغم كل هذا.
لا تستطيع أي وحده منهن ان تتفوه بكلمة بحكم أنهن إناث  ضعيفات و قد يسكتهن الخجل و الحياء , ولكن لنّ نصمت سنصرخ سنكتب ان لم ننطق نحن بأفواهنا ستبوح أقلمنا  .
ارغب جداً في ان  يتحرر اصحاب هذا الفكر من قيود الجاهلية التي قيِدتهم , أرجوكم أعطوا تلك الرقيقة حقها بأن تتزوج وهي شابة ,بأن تنجب اطفالا وهي لازالت تستطيع رعايتهم.
\
متفائلة ...
اذكروا الله وصلوا ع الحبيب.





هناك تعليقان (2):

  1. مبدعةة أنتِ
    وصفتي حالهم بدقةة
    ولكن للأسف مازلنا في عصر الجاهليةة رغم
    ثرثرتهم بالتطور والتقدم ، تقدم كل شيء مو حولنا
    الا عقولهم .

    ردحذف
  2. نسأل الله أن تنكشف غمامة الجهل عنهم و أن تحضا كل فتاة بحريتها .

    شكراً جزيلاً, صديقتي الغالية .

    ردحذف