بعد
ألف و أربع مئة سنة من البعثة النبوية , بعد أَن حَضيِنا بالعدل و المساواة و
الرفعّة , بعد إن أُخرجنا من الظُلمات إلى النور , كَسبنَا الحرية .
تطوُرنا
, تعلمنّا و أُنيرت عقولنا بنور الإسلام , يفترض أن نكون اليوم أنضج و أكثر انفتاح
و حداثة بمعناها الإيجابي , نحن اليوم يجب أن نكون متجردين تماماً من أي نزعة
جاهلية , لا نريد أن نعود إلى الوراء ليس هناك بعثة ثانية لتصحح اضمحلل أفكارُنا , رسالتنا الخاتمة تكفينا لنكون كما
كنا قبل اربع مئة سنة.
أيعقل
أن يكون بيننا أُناس من أمة محمد (صلّ الله عليه وسلم) الذي جاء لينبذ العنصرية و العرقية و أفضلية اللون
على لون آخر ؟ و بالفعل نبذا كل هذه
الفروق الواهية و تقدم بلال الحبشي على سادة قريش الكفرة لينال الجنة رضي (الله)
عنه.
نعم ,
مازال هناك أشخاص مسلمون تتشبث
بأفكاره التي نُبذت منذ 1435 عام ,التقوى لا تُمثل لهم مقياس حقيقي لرفعّة أي شخص
على آخر مادام هناك فوارق آخرى غيرها.!!
للأسف
في مجتمعـ[ي]ـنا لازال هناك الكثير من الرجال (آب أو أخ أو رئيس قبيلة أو أين كان)
يرفض تزويج ابنته برجل ليس من نسبه أو
عرقه أو الخرافة التي يصدقونها أنهم اسياد
و أشراف و يدعون الرجل الذي لا ينتمى لخرافتهم بالـ(ـعربي)!
تبلغ
الفتاة الخامسة عشر قد تُدرك أو لا أنها من قوم قريش (شريفة أو سيدة) و أن لا مجال
لرجل أن يتزوجها مادام ليس قرشياً , حتى و لو انقرضوا رجال قبيلتها , لا مجال
للأمل بأن تحضا بذا استقامة دون النظر في مسيادته أو مشرافته !
فتيات
يمتلكن جمالاً و دينناً و أخلاقاً و علمناً و ربما مكانة اجتماعية مرموقة و أي رجل
يرغب بأن تكون أحداهن شريكة لحياته لما يحظين به من مميزات , قدّ تبلُغ من العُمر عتياً و هي تنتظر هذا
"القرشي" ليتقدم لخطبتها و الأَّمر من ذلك آنها ترى رجال قومها القليلون
_سبحان الله_ يتزوجون بنساء غير "قُرشِيات" !
أباء
متعلمون أو أطباء أو مهندسون , شهاداتهم غَطتّ جدران بيوتهم , ومنهم من رزقه الله
فضل الأذان للصلاة و الإمامة و أنا متأكدة
أنه قد مر عليه حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم (إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة
في الأرض وفساد كبير
" رواه الترمذي وغيره
) . ):
) . ):
في
أسوى الحالات قد تتزوج تلك الفتاة بعد ان تَعلمت و عملت و بلغت الأربعين و قدّ تنجب
طفل واحد قد لا تنجب إطلاقا و السبب أن ابوها المتعلم المتدين الكبير كان يرفض من يتقدم لطلب يدها
وهي في مقتبل عمرها بحجة أنه غير (شريف ولا سيد).!
سحقاً
للجهل , شكراً أيه الأب و الأخ الدكتور أو المعلم , فلتذهب شهاداتك العلمية و مَراتِبُك الى الجحيم , فأنتَ لازلت
جاهلا رغم كل هذا.
لا
تستطيع أي وحده منهن ان تتفوه بكلمة بحكم أنهن إناث ضعيفات و قد يسكتهن الخجل و الحياء , ولكن لنّ
نصمت سنصرخ سنكتب ان لم ننطق نحن بأفواهنا ستبوح أقلمنا .
ارغب
جداً في ان يتحرر اصحاب هذا الفكر من قيود
الجاهلية التي قيِدتهم , أرجوكم أعطوا تلك الرقيقة حقها بأن تتزوج وهي شابة ,بأن
تنجب اطفالا وهي لازالت تستطيع رعايتهم.
\
متفائلة
...
اذكروا
الله وصلوا ع الحبيب.
مبدعةة أنتِ
ردحذفوصفتي حالهم بدقةة
ولكن للأسف مازلنا في عصر الجاهليةة رغم
ثرثرتهم بالتطور والتقدم ، تقدم كل شيء مو حولنا
الا عقولهم .
نسأل الله أن تنكشف غمامة الجهل عنهم و أن تحضا كل فتاة بحريتها .
ردحذفشكراً جزيلاً, صديقتي الغالية .