الاثنين، 27 يناير 2014

لنتواصل بأخلاق .



خلف هواتفنا الذكية تَقبع أرواحنا و اخلاقُنا  وكل ما نحب و ما نكره ننحيه جانبا.
اتسعت فوهت جُيوبِنَا و أصبح كُلنّ منّا يملك هاتفا ذكياً ينقله معه إلى أي مكان يتوجه إليه , هذا الاتساع  َسحق مفهوم الطبقات المادية  بيننا و خصوصاً اذا تَعنون حديثنا عن الهواتف .
صغار كبار , فتيات شبان , آباء أمهات , تحمل أيديهم جهازا على اختلاف مسمياتها و اشكالها هي متشابهة أيضا , كأنها تشبه اختلافنا و تماثلنا !
تنقر اصابعنا مفاتيحه الملساء شديدة النعومة او أنها غير حقيقة  او ليست موجودة , كالتي اعتدنا عليها منذ زمن بعيد.
نتنقل فيه من تطبيق لآخر , من صورة لأختها , نضحك , نبكى , نُحب أو نكره اصبح ملازم لنا كثيراً  لا نتعرى منه إلا حينما يغلبنا  النوم  و يعترينا الملل و تنقطع روح بطاريته الحمقاء لنعيد له الحياة بحبله السرى الأبله.
هذا حالنا معه! تُرى على أي  حال نبدو مع الناس الآخرين القابعين خلف هواتفهم أيضا ؟؟
نقول – دائماً - كن صادقاً في قولك , و أَحسن من تصرفاتك , لِتظهر حقيقتك لِتعيش أنت لا غيرُك .  نرى تناقض شديد بين شخصيات تُظهر على برامج التواصل الاجتماعي عكس حقيقتاها  - كُلنا يريد أخفاء عيوبه -   انت أيضا   تتواصل مع أٌناس لا تعرف عنهم إلا ما يُظهُروه عن أنفسهم لا ما تكتشفه أنت!
الغريب !
في الحقيقة أنه السبب الذي دفعني لأكتب هذه السطور ,الغرابة ان هناك أناس يُظهرون اسوئ صورة لهم عند تواصلهم مع الناس , بمجرد ان تدخل لبرنامج تواصل اجتماعي تفكر   انه لابد من تغيير اسمها  إلى "برامج السب الاجتماعي "! سألت نفسي هل يجب ان يكون التواصل بالسب او ان السب و الشتم و القذف هو من ضمن التواصل الطبيعي الذي يعتمده اشخاص  مع بعضنا ؟؟
بمجرد دخولك لأي برنامج سواء توتر او فيسبوك او انستقرام او غيرها مما لا يعرفها جهازي و انا , تَرى كم هائل من السب و التحطيم  و النقد الغير بناء , و التحطيم .
تفتح مقطع فيديو على اليوتيوب بغض النظر عن موضوعه و من مؤديه , حين تنزل بمؤشرك إلى الاسفل لترى حديقة الردود المزروعة بالحنظل , كلمات محبطة و قاسية حتى و ان كان المقطع لا يستوجب هذا الكلام  الذي ليس من الواجب اطلاقا.
أأسف على من شوه صورته التي لا نعرفها قام بتشويه نفسه بنفسه , و منهم من امتهن وظيفة رشق الناس بحجرة كلامه و تناسي ان (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ).
الأغرب !! من ذلك كله , المضحك في الوقت عينه , هو من يريد ان يتواصل مع الناس ولا يريد  ان يتواصل معه احد , أي التواصل من طرفه الواحد! يفتح هاتفه , يقص كلمات اعجبته من مكان ما في هاتفه , الصقها كرسالة , ارسالها لجميع قائمته الذين اضافهم او حفظ ارقامهم بمحض إرادته , لا لأحد سلطة على رغبته بحذفهم او إبقائهم , تصل الرسالة  لهم و ما ان يعلق احد المُرسل إليهم على هذه النكتة الساذجة او الخاطرة الركيكة المتهالكة او الاقتباس البلاغي الرائع , حتى يثور عليك و يقول :  لا علاقة لك بالأمر.
رغم ان التعليق يخلو من أي سب او قذف او تدخل بشأن شخصي ولا سخرية فيه , رد لطيف و ربما ثناء المهم انه  خارج عن دائرة السب الاجتماعي.
ما الامر؟
لماذا ترسل لى إذا ؟
لماذا لا تحذفني من قائمتك ما دمت لا تريد أن أعلق على رسائلك؟
أسئلة تحتار الإجابة عليها ! عندما يُلقي عليك رد كتابي عنيف من المُرسل .

أفهم ...
هذه البرامج للتواصل ان كنت مغرداً في توتر , ناشر على صفحتك في الفيسبوك , تُرسل صورة على  انستقرام , عليك عن تَعرف انها تصل ناس غيرك هي ليست مُلك لك هي مِلك كل العالم  الذي يعيشون نفس نمط حياتك و يهتمون بنفس اهتماماتك , و يقتنون هواتف ذكية مثلك , استعد لإ أي شيء  و لكل شيء .
أنت بدورك ان تابعة أحد او اعجبتك منشورة او صورة  , كن إيجابي معه ابدى اعجابك و لديك نقد اجهض منه سبك و تحطيمك تريد ان تنصح انصح دونما سخرية او تهكم (أحب لناس ما تحبه لنفسك  ) واصل و تواصل هي متعة جميلة و من خلالها تتعلم و تكتشف العالم فهو يكمنّ بين يديك , بنقرة من اصابعك على لوحة مفاتيحه الملساء تجد ما تريد. أظهر أحسن صورة لديك و اجعلها صورتك الحقيقة و لا تكن تطبيقات هاتفك مرآه لصورتك القبيحة التي يراها العالم اجمع ,.
يا أمة محمد رسولكم جاء ليتمم مكارم اخلاقكم فكونوا كذلك   , لذا صلوا عليه و سلموا تسليماً.